’فلسطين تكتب‘ الأدبيّ... الاحتفاء بالثقافة والردّ على المنتقدين | ترجمة

من مهرجان «فلسطين تكتب» للأدب في في «جامعة بنسلفانيا»، الولايات المتّحدة الأمريكيّة | المصدر: صفحة المهرجان على فيسبوك.

 

العنوان الأصليّ: Palestine Writes festival speakers celebrate art and culture, push back against criticism.

المصدر: The Daily Pennsylvanian.

الكاتبة: نينا ديلوورث ومهرين سيد.

ترجمة: علاء سلامة. 

 


 

هذا الأسبوع، احتفل الكتّاب والفنّانون بالفنّ والثقافة الفلسطينيّة، وتحدّثوا عن حقّهم في الاستقلال الوطنيّ، خلال مهرجان «فلسطين تكتب» للأدب. امتلأ «مسرح إرفاين» بعروض تمثّل الثقافة الفلسطينيّة، من خلال خطب وأداءات راقصة وإلقاء شعر. شدّد معظم الفنّانين على الجذور العميقة لثقافتهم، وطالبوا بتحرير فلسطين، وانتقدوا الإرث الاستيطانيّ الأوروبّيّ.

قال المنظّمون إنّ المهرجان باع أكثر من 1500 تذكرة، وتلقّى اهتمامًا من مئات آخرين، حيث حصل بثّ الافتتاحيّة المباشر على أكثر من 1000 مشاهدة حتّى وقت النشر. كان المشاركون من طلّاب «جامعة بنسلفانيا»، وأعضاء هيئة التدريس، وأشخاصًا آخرين. الكثيرون منهم قَدِموا من جميع أنحاء البلاد للمشاركة في المهرجان، حسبما قالت سوزان أبو الهوى؛ المديرة التنفيذيّة للمهرجان.

قالت هدى فخر الدين، أستاذة الأدب العربيّ في «جامعة بنسلفانيا»، وواحدة من منظِّمات الحدث، إنّ المهرجان يتجاوز الاحتفال العاديّ بالأدب الثقافيّ. افتتحت أبو الهوى، الكاتبة والناشطة الفلسطينيّة - الأمريكيّة، المهرجان يوم الجمعة، بتقديم نسخة فيديو من قصيدتها «لم نغادر أبدًا». قالت أبو الهوى: "ليس المقصود من هذا التجمّع أن يكون مكانًا للمجتمع المهذّب أو المملّ، بل من المفترض أن يكون مكانًا تقاطعيًّا متحدّيًا، حيث يمكننا الوجود للحظة وجيزة بحرّيّة الاختيار ومع أصدقائنا، في رفضنا الاختفاء، ورفضنا النسيان أو التخلّي عن ماضينا القديم، ورفضنا قبول الصور النمطيّة العنصريّة الّتي تمتدّ في المخيال الغربيّ".

 

رسائل حبّ وتحدٍّ 

شَمِلَ برنامج الجمعة رقصة قدّمها فريق «فريدوم دبكة»، بعنوان: «رسائل حبّ وتحدٍّ»، وهي سلسلة من القراءات الشفهيّة قدّمتها دانا دجاني، الممثّلة والكاتبة الفلسطينيّة، ولورنا منرو، الشاعرة والعضوة في مجموعات (Wiradjuri and Gamilaroi) للسكّان الأصليّين في أستراليا.

قالت طالبة في السنة الثانية في الكلّيّة، وقد طلبت عدم الكشف عن هويّتها من أجل سلامتها الشخصيّة، إنّها حضرت «رسائل حبّ وتحدٍّ»، ووجدت الأداء مؤثّرًا لأنّه قصّ قصّة شخص وُلِد في النكبة، اليوم الّذي هُجِّر فيه مئات الآلاف من الفلسطينيّين بالقوّة من منازلهم، خلال حرب 1948 العربيّة الإسرائيليّة. بعد قراءة القصيدة، طلبت دجاني من الحاضرين أن يقرؤوا أسماء أجدادهم وجدّاتهم الفلسطينيّين الّذين فرّوا من منازلهم. قالت: "كان الأداء عن نضال الفلسطينيّين… عندما نظرت حول الغرفة، رأيت الناس يذرفون الدموع ويبكون". وشمل المهرجان أيضًا معرضًا للفنون والتصوير، وركنًا فنّيًّا للأطفال، وركنًا للأشغال اليدويّة، وآخر للبحث عن الكنز، وطعامًا فلسطينيًّا نباتيًّا.

عَرَفَتْ هيله كوهين؛ طالبة دراسات عليا في «جامعة بنسلفانيا»، تدرس الأدب المقارن ونظريّة الأدب، عن المهرجان من خلال «مركز الشرق الأوسط» في الجامعة، واختارت التطوّع فيه، مؤمنة بأهمّيّة خدمة المهرجان الفلسطينيّ بصفتها يهوديّة أمريكيّة تحمل الجنسيّة الإسرئيليّة. كانت مهتمّة بشكل خاصّ بالمتحدّثين والمشاركين في اللوحات النقاشيّة، بالإضافة إلى جلسات السرد الّتي تعلّم الأدب الفلسطينيّ.

انتهى برنامج يوم الجمعة بجلسة نقاش بعنوان «تكلفة، ومكافأة، وضرورة الصداقة»، شارك فيها الكاتب الأمريكيّ من أصل فيتناميّ فيت ثانه نغوين، والصحافيّ البريطانيّ غاري يونغ، وأحد مؤسّسي فرقة «بينك فلويد» روجر واترز.

انضمّ واترز إلى اللوحة عن بُعْد من غرفة صغيرة في «مطار فيلادلفيا الدوليّ»، رغم أنّ المنظّمين تركوا كرسيًّا فارغًا له على المسرح، جنبًا إلى جنب مع كرسيّ فارغ آخر للصحافيّ غاري يونغ، الّذي قال إنّ تأشيرته سُحِبَتْ دون سبب في يوم رحلته إلى فيلادلفيا. بعد أن وصل من المملكة المتّحدة. قال واترز إنّه أُبْلِغ بأنّ الجامعة لن تسمح له بحضور الحدث شخصيًّا.

 

التهمة الدائمة... معاداة الساميّة 

ردًّا على طلب التعليق، قال المتحدّث باسم الجامعة لـ «The Daily Pennsylvanian»، إنّ «جامعة بنسلفانيا» طلبت "من كلٍّ من المنظّمين وإدارة السيّد واترز أن يلتزموا بالتفاهم القائم مع الجامعة منذ البداية، وهو أنّ السيّد واترز لن يحضر شخصيًّا".

كتب المتحدّث باسم الجامعة: "أشار منظّمو مهرجان «فلسطين تكتب» الأدبيّ منذ البداية، وأكّدوا مرّات عدّة، أنّ السيّد واترز سيشارك في الحدث عن بُعْد. يوم الأربعاء، 20 أيلول (سبتمبر)، قبل أقلّ من 48 ساعة من بداية الحدث، أبلغ المنظّمون الجامعة بأنّه سيحضر شخصيًّا".

أضاف المتحدّث إنّ الجامعة كانت غير قادرة على تلبية طلب منظّمي مهرجان «فلسطين تكتب»؛ لأنّ ذلك "كان سيتطلّب تغييرات كبيرة في تنسيق الحدث، بالإضافة إلى موارد إضافيّة لأمان الحرم الجامعيّ الّتي كانت غير قابلة للتوفير في هذا الوقت القصير".

كان واترز واحدًا من المتحدّثين في مهرجان «فلسطين تكتب» الّذين تلقّوا انتقادات محلّيّة ووطنيّة؛ بسبب تعليقات سابقة وصفها البعض بأنّها معادية للساميّة. تناول واترز هذه الاتّهامات خلال جلسته، قائلًا إنّه ليس من حقّ الجمهور التكهّن بمعتقداته. "لا يوجد في قلبي ذرّة واحدة من العداء للساميّة. أكره العنصريّة بجميع أشكالها، ويمكنهم تصديق ذلك أو لا. يحاولون الإشارة إلى أنّني معادٍ للساميّة؛ ببساطة لأنّني أدعم حقوق الشعب الفلسطينيّ الإنسانيّة".

كان ثمّة منظّمات خارج «جامعة بنسلفانيا»، مثل «مشروع القيادة اليهوديّة» و«رابطة مكافحة التشهير»، قد أرسلت شاحنات تجوب المنطقة المحيطة بالمهرجان، بلوحات تنتقد قرار الجامعة بتضمين واترز متحدّثًا، وتدين المهرجان وتتّهمه بأنّه معادٍ للساميّة. انتقدت كوهين هذه المنظّمات الموالية لإسرائيل لهجومها على المهرجان. قالت كوهين: "كانوا يدّعون أنّهم يتصرّفون نيابة عنّي طالبةً يهوديّة وأمريكيّة من أصل إسرائيليّ. هذا أمر لا يمكن تصوّره بالنسبة إليّ. كانت محاولة لاستخدامي رهينة من أجل استهداف هذه البيئة الرائعة... فقط بسبب هويّتي".

يومي السبت والأحد، شملت الفعاليّات قراءات قصصيّة، وندوات حول الثقافة والملابس الفلسطينيّة، وجلسات نقاشيّة مع كتّاب ومبدعين. اخْتُتِم المهرجان يوم الأحد في الساعة 1:30 مساء، بعد ثلاثة أيّام كاملة من الأنشطة والعروض والمتحدّثين.

 

فلسطين تدافع عن نفسها... مرّة أخرى 

على مدار الاسترحة النهائيّة، انتقد عدد من المتحدّثين الجامعة بسبب ردّة فعلها تجاه الانتقادات المتعلّقة بمهرجان «فلسطين تكتب». خلال كلمتها الافتتاحيّة، قالت أبو الهوى إنّه لا يمكن اعتبار معاداة الساميّة وانتقاد إسرائيل مترادفين. وقالت إنّ المنظّمات اليهوديّة، الّتي كانت تأمل في إغلاق المهرجان، أطلقت حملة "عرضوا فيها لوحات إلكترونيّة حول الحرم الجامعيّ، وصورًا لنا بألوان شرّيرة، واقتباسات خارج السياق".

يوم الجمعة بعد الظهر، بعد فترة وجيزة من بداية فعاليّات المهرجان، أرسلت رئيسة «جامعة بنسلفانيا»، ليز ماجيل، بريدًا إلكترونيًّا إلى مجتمع الجامعة، تعبّر فيه عن قلقها بشأن التخريب المعادي للساميّة الأخير، الّذي تعرّض له مسكن الطلّاب المسمّى «بين هيليل»، وتتعهّد بدعم المجتمع اليهوديّ في الجامعة. بالرغم من عدم الإشارة إلى المهرجان بالاسم، أقرّت ماجيل أنّ الحوادث المعادية للساميّة تزامنت مع الزيارات المرتقبة إلى الحرم الجامعيّ، من قِبَل "متحدّثين مثيرين للجدل".

ليس ثمّة دليل أكّدته الشرطة يربط أيًّا من الحوادث المذكورة في بيان رئيسة الجامعة بمهرجان «فلسطين تكتب». قالت فخر الدين للجمهور بعد دقائق من إرسال البريد الإلكترونيّ إلى أعضاء مجتمع الجامعة: "كما هو الحال دائمًا، اضطرّت فلسطين إلى القفز من خلال حلقات غير ضروريّة، وكان عليها القتال من أجل وجودها؛ من أجل أن تُسَمّى... بما في ذلك البيان الجبان الّذي أُرْسِل إليكم بينما كنّا نرقص ونغنّي".

وفقًا للمنظّمين، تلقّى مهرجان «فلسطين تكتب» بريدًا إلكترونيًّا غاضبًا ليلة السبت، ينتقد المهرجان، ويصف المشاركين فيه بألفاظ عنصريّة مهينة، مثل ’رؤوس المناشف‘ و’زنوج الرمال‘. وعلى الرغم من ذلك، قالت أبو الهوى إنّها اعتبرت المهرجان نجاحًا، واعتزّت بجهد المنظّمين المشترك. قالت أبو الهوى: "جاء الناس إلى هذا المهرجان من جميع أنحاء البلاد، ومن جميع أنحاء العالم. تألّق متحدّثونا بالبراعة، والبلاغة، والدقّة، والإبداع الجميل، والدقّة التاريخيّة، وما فوق كلّ ذلك، بالكرامة. إنّنا نشعر أمامهم بالإلهام، والتواضع".

 


 

روزَنَة: إطلالة على الثقافة الفلسطينيّة في المنابر العالميّة، من خلال ترجمة موادّ من لغات مختلفة إلى العربيّة وإتاحتها لقرّاء فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة. موادّ روزَنَة لا تعبّر بالضرورة عن مبادئ وتوجّهات فُسْحَة، الّتي ترصدها وتنقلها للوقوف على كيفيّة حضور الثقافة الفلسطينيّة وتناولها عالميًّا.